أشتاقُ لوطن







في مثلِ هذا الوقتِ مِنْ كُلِ عامٍ
أشتاقُ لوطنْ


في مثلِ هذا الوقتِ مِنْ كُلِ دمعٍ
أكتبُ الرسائل لامرأةٍ
فيها رائحةُ وطنْ

بلا عنوانٍ أكتبُ لها بلا قلمْ
بلا حزنٍ بلا ألمْ


بلا عشقٍ بلا شوقٍ بلا كرهٍ
بلا شيءٍ أكتبُ لها
بلْ أخطُ رسائلها
بدموعٍ كثيرةٍ وندمْ

أشكو لها ظُلمَ حاكمٍ
قدْ تجبرَ قدْ قَتلْ
جرحَ فينا كثيراً ,, قدْ ظلمْ


أكتبُ لها عنْ سنينٍ طوالٍ
فيهن لم ننمْ
لم نذُق طعمَ العزةِ لهُنَ
بلْ كُنا رعاةَ الأبلِ والغنمْ


نُمضي يومنا
بلا هدفٍ نرجوهُ لغدِنا ولا هِممْ
بلا ذرةِ قمحٍ نزرعُها لفقيرنا
ولا أملْ

أكتبُ لها عنْ بلادٍ إستباحها
الرومُ والفرسُ والعجم
عنْ أمٍ ثكلى .. أقصُ لها
وعنْ شعوبٍ جياعٍ
قدْ كانوا فيما مضى
فوقَ القممْ


بنوا المساجدَ والمعابدَ
ومِنْ ثمَ صُلِبوا
كالمسيحِ .. بلا وطنْ

أكتبُ لها وأشكو بها فُقرَ حالنا

باستكانةٍ وانتحارٍ لقلمْ


أكتبُ لها
وأنظرُ رسائلها بكُلِ خجلْ
فلمثلِ عينيها مِنْ كُلِ بُدٍ
سأُغني
ألحانَ وطنٍ وشجنْ .