يستيقظُ إلهُ العشق في اليوم الخامس







صَحوتُ .. وجلستُ .. فرأيتُ طيفَ ملاكٍ بجانبِ فراشي يتمتمُ وهو جالسْ
وفجأةً!!
نظرَ إلي نظرةَ شيخٍ هرمٍ بائسْ

وقالَ لي :
قُمْ من فراشكَ بُنيَ واذهبْ إليها فهي تنتظركَ هناكَ بمكانِ لقائكم الأولِ؛ أيها اليائسْ

قُمْ من فراشكَ هيا واذهبْ إليها فقد أصبحَ ترابُ المكانِ يابسْ 
اذهبْ إليها فلطالما حرمتها من شغفِ عطركَ في مساءِ يومٍ خامسْ 
اذهبْ إليها وخذْ في طريقكَ بعضاً من زهورٍ وأشعارٍ جارَ عليها الزمانُ منذُ وقتٍ سالفْ

اذهبْ إليها مسرعاً وقبلها بحبٍ فهي تنتظركَ بفارغِ صبرٍ شاغفْ 
اجلسْ بجانبها وتحسس أرض المكانِ، فكم من مرةٍ كنتَ هناكَ واقفْ 
اجلسْ بجانبها وأعدْ رسمَ حياتكَ واغفُ على صدرها كما عهدتكَ طفلً خائفْ

فقلتُ :
إنني لا أعرفُ من أنا وأين أنتَ ومن أنتَ وأين أنا واقفْ؟

فقالَ :
يا بني إني روحُ عشقكَ اذكركَ بمساءِ يومٍ مرادفْ

فقلتُ :
تتحدثُ إلي وكأنكَ لا تعرفُ بأني أقفُ بحضرةِ وجودكَ 
متوترٌ .. مخبولٌ .. راجفْ 

حينها لازمَ المكانُ صمتٌ زائفْ

وذهبتُ في سباتٍ عميقٍ لصباحِ اليومِ المشارفْ

ثُمَ صحوتُ .. وجلستُ .. فرأيت وميضَ ضوءٍ بعيدٍ خافتْ

يقولُ لي : 
" و هو في اللامحدودِ لا أدري أهو واقفٌ أم جالسْ " 
إني إلهُ العشقِ ذاهبٌ لأرتاحَ في اليومِ السادسْ .