في غيابك






لا أرى سكونَ الكونِ لافتاً

في غيابكْ

لا مطراً غزيراً

يغسلُ جدارِ البيتِ

بيتي وبيتكِ ليلاً

ولا قمراً أراهُ يراني

ينسيني هونَ زماني فيكِ

يا وجهَ الملاكِ

في غيابكْ


في غيابكِ تصبحُ الأضواءُ خافتةً

لا تكفي إبصارَ حتفي بها

ولا أراني سأحجُ مِنْ بعدها

لستارِ الجسدِ عارياً مِنكِ

ببابكْ


في غيابِ الغيابِ عني

وفي غيابكْ

في غيابِ الوجودِ عَن الأحلامِ

حولي

تفقدُ الأشياءُ قدسيتها

فلا ذنباً أراهُ يغفرُ لي

مِنْ بعدكِ

ولا عملاً صالحاً سينسبُ للفناءِ

مِنْ صوتِ السماءِ

في غيابكْ


في غيابكِ سأكونُ كافراً فيكِ

وبالشمسِ ونفسي

لأغني لحنَ القيامةِ

في منامكْ


في غيابكِ

تتعددُ الأيامُ على الأماكنِ عبثا

شوقَ المحبِ المعدِّ المنتظِرِ

ليومهِ المنظورِ ليومِ المُنى

غريباً أسيراً

معانقَ اللهفةِ هَرِما

فلا هو يعلمُ ما يعدُ لغدهٍ

ولا أنا أراني أرى الغيبَ

في غيابكْ


في غيابكِ

أعلم أني أفنى وعمري

ولكني أعلمُ أني أنا

أكون أنا عندما

أكون لكِ كما حييتُ أنا

سأكون أنا كما مِتُ وما زلتُ أنا

سأكونُ انا

منتظرَ الانتظارِ انتظاركِ

خاليَ الروحِ وما كانَ لي ولنا

شبحاً لظلي ومَنْ فنى

عبداً لذكرايَ وأمسي

وما مضى

هكذا أنا .. سأكونُ أنا

في موتِ ذكراكِ مِنْ الغيابِ

وبقايا حرفي أنا .