أكتبُ لما وراءِ الشُطآن







أكتبُ لورقِ الدفاترِ والأقلام
لعيون امرأةٍ بالدمعِ مُثقلتان
تحركُ جيوشاً
تشطرُ القلبَ إلى نصفان
تسطِرُ تاريخاً
تروي كرومَ الأنوثةِ دمعتان

أكتبُ
لعبق ذكرياتٍ مِنْ عِطرِ البان
للصنوبرِيةٍ بينَ هضبتان
تخبرُ العابرَ عَنْ ماضي القُبلِ
خلفَ الأغصان

عَنْ جيوبِ شاعرٍ مِن الأحرفِ
فارغتان
عَنْ رجلٍ قمحيُ الجسدِ اسمرُ
عاصرَ مِن النساءِ عهدان
مزق قصائدهُ فوقَ النهدِ الثالثِ
وانتحرَ بعدَ قُبلتان

أكتبُ لعصرِ الأنوثةِ
لزمنِ الشعراءِ والفرسان
لعهدِ الصداقةِ أكتبُ للخلان
أكتبُ للشرقِ للغربِ
لنيرونَ وملوكِ الرومان

أكتبُ ليخضرَّ السرابُ
لأتحررَ مِن الخيام

أكتبُ
لأمجاد أُمةٍ هُم الآن نيام
لأروي حكايةَ طفلٍ باكٍ
ما رأى مِنْ هذا الزمانِ يومان
لأرسمُ لخليةِ نحلٍ زهرتان
لأتوجَ عرشهم بملكتان

أكتبُ الآن
لفصلِ الخريفِ وفصلِ الأحزان
لشهرِ البكاءِ وموتِ الأنام
أكتبُ لعُمْرٍ مِن الهمِ أصبحَ عُمران
ليومٍ مِن الفراقِ تخالهُ دهران

أكتبُ لأحتضرَ خلسةً والأشجان
لموتِ الذاكرةِ
أكتبُ لما وراءَ الشُطآن

أكتبُ الآنَ
والدمعُ يرفرفُ بالمُقلتان
أكتبُ وما بقي في العمرِ لحظتان
أوجهُ رسائلي أُعنونُها بروايتان
لمَنْ أهدتني مِن قوافلِ النساءِ
وردتان
لمَنْ ستطفئُ مِن العمرِ شمعتان 

أكتبُ وما كتبتُ سوى البدايةَ
وما خلدتُ مِن الرواية مشهدان.