أُسافرُ إليكِ هُناكْ







بعدَ كُلِ هذهِ المحاولاتْ
بكُلِ الطقوسِ واللغاتْ

أضعتُ قلبي وضعتِ

نسيتُ الهوى ونسيتِ

بكيتُ قلمي وبكيتِ


وبعدَ كُلِ هذهِ النكساتْ

التي لمْ تَعرف طريقها للذاتْ
وما بقيتْ هواجسَ وذكرياتْ

خسرتُ نفسي وما ربحتِ

وأما بعدَ كُل شيءٍ ذهبَ 
وكُل شيءٍ جاء

وما بعدَ

وما قبلُ

وما يتخللُ

وما كانَ 

وما لمْ يكُن لكُلِ النساء

ضللتُ طريقي إليكِ
فبرحتِ امرأةَ التَمني والرجاء

كما الله شاء 
كما العشق شاء


كما شئنا وما خِلنا أنفُسنا
وكما كلَ شيءٍ شاء

وأما بعدَ كلِ خاطرةٍ لي

قصيدةٍ .. روايةٍ 
ماضيةٍ .. حاضرةٍ
وما ينمو بينَ الكتاباتْ

أُسافرُ إليكِ هناكْ 

أُسافرُ 
إلى ارضٍ
تحرُسُني فيها الراهباتْ

إلى أرضِ الطفولةِ والأُمنياتْ

أُسافرُ إليكِ هُناكْ
إلى الحنانِ والذكرياتْ

فأُجالسُ أُحاورُ 

أغني أُرتلُ
أضحكُ أُولوِلُ
أصعدُ أنزلُ

وفي النهايةِ

أرتشفُ قدحَ خمرٍ
لوحيّ النبؤةِ والكلماتْ

لِيسافرَ بي هو الآخرُ مرةً أخرى
إليكِ هُناكْ .